Ahmad Ajmi

بمناسبة جنازة الملكة. من سنة كنت في كينيا في مدينة كيسومو (Kisumu) وكان أول يوم نزلت أتمشى في المدينة وأشوف بحيرة فيكتوريا. نزلت ومن بعيد شوفت حشد كبير من الناس وسمعت صوت عالى، قولت دا أكيد إحتفال أو فرح، شويه شويه أقرب ومش واضح دا ايه. دخلت وسط الناس وقولت أتفرج.

لفت انتباهي وجود نعش في وسط التجمع والناس بتروح تبص عليه، قولت بس دي أكيد جنازة وجنازة غير عادية بالنسبالي. شوية وفيه راجل جالي اتعرف عليا وحكالي عن الموضوع وقال إن دا كان راجل معروف وتوفى من شهر تقريبا والجنازة النهاردة. توفي 21-9-2021 يعني زي امبارح. الجنازة 16-10

سألته ليه الوقت كبير ما بين الوفاة والجنازة، قالي تحضيرات الجنازة وعلشان كل الناس دي تكون موجودة واللي مسافر يقدر ييجي وهكذا. أنا كنت هناك تقريبا الساعة 11ص والجنازة بدأت الصبح بدري وانتهت قبل المغرب بقليل.

طوال اليوم الناس بتطلع تتكلم، كل حد يقول حاجة عن المتوفي، القرايب والأبناء والأحفاد والأصدقاء و ناس بتتكلم في حاجات مجتمعية وفقرات تحس إنها ترفيهية والناس بتضحك ومبسوطة. أنا مكنتش فاهم حاجة بس دا اللي حسيته. دا بروشور فيه سيرة مختصرة وصور للمتوفي وتفاصيل اليوم. كان راجل معروف.

شوية والراجل قالي إني ممكن أروح أشوف المتوفي لو حابب. قولتله مفيش مشكلة، قالي لا. روحت ومشيت مع الناس اللي رايحة وبصيت عليه في النعش. النعش كان نصه مكشوف يكشف الجزء العلوي للجسم مغطى بالزجاج والمتوفي كان لابس بدلة أنيقة، لا يظهر على وجهه أي شيء كأنه متوفي امبارح. كانت لحظات…

قعدت تقريبا للساعة 4 ولسه مخلصوش والراجل قالي انت كنت رايح فين، قولته البحيرة، فقالي قدامهم لسه كتير ولو فضلت مش هتلحق تروح في النهار. قالي ممكن ييجي معايا فقولت يلا بينا، روحنا اتمشينا للبحيرة وعزمني على كوكاكولا، واحنا راجعين دخلني بيته قعدنا شوية وخرجنا ولقينا الجنازة بتخلص

مع الراجل الطيب الجميل عند بيته وأصر يوقف لي توكتوك أرجع بيه. تحياتي!